اسكندرية...
على غرار الوضع فى كل العائلات المصرية كان الوضع فى عائلتنا, حيث كانت العلاقة بين ابي واعمامى على قدر كبير من التوتر الذي يحاولون جاهدين الا نلاحظ نحن الابناء شيئا عنه, وعلى خلاف ذلك كانت العلاقة بين ابي وعمى الاوسط "جلال" على افضل حال, وكان الانخراط بين الاسرتين على نحو ملفت لبقية اعمامى سيما فى فصل الصيف, حيث تنتقل الاسرتين من البيت العائلى بشارع المحطة بطنطا الى تلك الشقة التى تشارك فيها ابي وعمى بالعجمى بالاسكندرية لنقضي الصيف بها... الاسكندرية تلك المدينة التى احبها حبا جما ولكن ليس بقدر حب اخى "احمد" لها فقد شهدت مولد حبه الاول والاخير, كان ذلك صيف عام 2005 عندما اعترف "احمد" بعد عناء الى "منى" بحبه لها, فقد كان يمنعه دوما انها ابنة عمي "جلال" الذى كان بمثابة اب ثان لنا فكيف له ان يحب اخته؟!! ورغم حثي الدائم له على الافضاء بما بداخله لها, حتى انى كدت اخبره انها قد اعترفت لى بذلك, الا انه انتظر طويلا حتى يفعل ولكن فعل...
كان هذا الصيف اكثر تميزا لعدة اسباب منها ان احمد قد حصل على المجموع العالى فى الثانوية العامة الذى يؤهله لدخول كلية الطب ولم يكن هناك من هو اكثر فرحا بذلك من ابي الذي طالما حلم بان يصبح احمد طبيبا مثله ..
وبعد انتهاء الصيف وبدء العام الدراسي انشغل كل من "احمد" و"منى" بالدراسة وخاصة "منى" التى كانت فى المرحلة الاولى من الثانوية العامة وبالطبع كان من الصعب على كل منهما رؤية الاخر الا فى اوقات محدودة جدا وكانت فرصتهما الوحيدة هى فى الاجازة الصيفية حيث الاسكندرية والبحر عند المغربية ...
مرت سنتان على ذلك الصيف المميز حتى جاء الصيف الاكثر تميزا على الاطلاق صيف عام 2007 .. اذكر ذلك الحوار جيدا والذي دار بين احمد ومنى وروته هى لي لاحقا
-احمد: انا بحبك قوى يا منى
-منى: مش اكتر مني يا احمد وانت عارف
-احمد: انت مش شايفة ان احمد ومنى دى بقيت موضة قديمة قوى
-منى(تضحك): هى الاسامى فيها موضة هى كمان
-احمد: لا بس بتفكرني بعماد حمدى وشادية فى الفيلم
-منى: خلاص انا هاقولك يا عماد وانت قولى يا شادية
-احمد(يقهقه): اوك وانا موافق
-احمد: عاوزين نتكلم جد بقي
-منى: اوك يا حبيبي اتفضل
-احمد: انا مش عاجبني الوضع اللى احنا فيه ده
-منى: وضع ايه؟
-احمد: يا منى ....!!
-منى: احنا قلنا ايه؟ شادية وعماد
- احمد(يبتسم): ماشي يا شادية .. احنا طول الدراسة مش بنعرف نتكلم مع بعض وحتى دلوقتى كلهم معانا وقليل قوى لما بنعرف نقعد لوحدنا
-منى: يا احمد مانت عارف
-احمد: ايوة وعشان كده فكرت فى حل
-منى: ايه هو؟
-احمد: انا هاروح اخطبك من باباكي
-منى(فى اندهاش بالغ): بجد؟
-احمد: ايوة بجد
-منى: وتفتكر هما هايوافقو على حاجة زى دى دلوقتى
-احمد: مش عارف بس انا كمان مش قادر استحمل كده
-منى: خلاص نقولهم سوا وهما متجمعين .. نحرجهم يعني
-احمد: فكرة كويسة اوك وانا موافق
-منى: امتى؟
وفى هذه اللحظة تدخلت انا لاقاطع حديثهم
-الله الله .. انتو قاعدين هنا وانا عمالة ادور عليكم
-منى: مروة؟ انت ايه اللى جابك؟ .. قصدى انت جاية ليه؟ .. قصدى ....
-احمد(يقاطعها): ايه يا مروة فيه ايه؟
-مروة: يلا عشان نرجع البيت انتو استحليتو القعدة
-احمد: طيب مش لما الشمس تغيب
-مروة(تضحك فى سخرية): سلامة الشوف
-منى: معقول ماخدناش بالنا يا عماد؟
- احمد: عماد مين يا شادية يلا قومى
- مروة: ايه حكاية عماد وشادية دى
- احمد: لا دا حساب برسيم قديم ماتاخديش فى بالك
- مروة: والله طب يلا يا خويا
(صوت موبايل)
احمد(يرد): الو .. ايوة يبني ازيك عامل ايه .. انت فى اسكندرية؟ ... فين بالظبط؟ ... اوك هاجيلك ع الساعة عشرة ... سلام يا مان
منى: هو مين ده اللى هاتروح له الساعة عشرة؟
احمد: دا واحد صاحبي من الكلية
منى: وهاتسيبنا وتروحله
احمد: ماينفعش يا حبيبتي لازم اروحله ضرورى
منى: يا سلام
مروة(تتدخل): خلاص يا منى ماتكبريهاش كلها يومين و صاحبه ده يمشي
وبعد مرور عدة ايام مضاها احمد مع اصدقائه كان هذا الحوار له مع منى
-احمد: ممكن اعرف انت زعلانه ليه؟
-منى: لا خالص مافيش حاجة تزعل
-احمد:يا حبيبتي والله غصب عني و ع العموم هما ماشيين النهاردة هاروح معاهم البحر وبس وهما هايخرجو بليل ويمشو الصبح
-منى: خلاص هاستناك بعد المغرب علشان نقولهم هنا زى ماتفقنا
-احمد: اوك انا كمان مش هاتاخر هاتلكك واقولهم انى تعبت من الميه وارجع بدري
-منى: لما نشوف
-احمد: خلاص بقي يا شادية افرديها بقي
-منى(تبتسم): بحبك
-احمد: بموت فيكي
ااثناء هذا الحوار كنت على وشك الاستيقاظ من النوم وبعد ان افقت خرجت الى الصالة حيث رأيت احمد خارجا ومنى تندفع اليّ وتقول فى سعادة بالغة
-منى: تعالى معايا هاقولك على خبر حلو
جرتني بقوة خلفها الى "البلكونة" وبعد انا هدأت من فرط انفعالها قالت
-منى: احمد هايخطبني النهاردة من بابا
-مروة(فى اندهاش): والله العظيم؟
-منى: ايوة يا بنتي .. انا هاهزر معاكى فى حاجة زى دى؟
-مروة(وهى تحتضنها): مبروك يا حبيبتي الف مبروك
-منى: الله يبارك فيكي ... هاتبقي حماتى يلا ماهى بقيت فوضي
-مروة(وهى توكزها): اخرسي يابت حماتك ايه انا لسه فى عز شبابي
-منى: هو راح مع اصحابه البحر واول ما يرجع هانقولهم
-مروة: وهما هايوافقو كده بسهولة
-منى: لما هايشوفونا بنقولهم واحنا مع بعض مش هايقدرو يرفضوا
-مروة: عقبالي يا رب عقبالى .. انا هاروح اعمل اتنين شاي وبعدين نكمل كلامنا
وبعد مرور ساعة من الكلام المتواصل توقفنا عن الكلام لبرهة فنظرت الى منى وجدتها متجمدة فى مكانها لا تتحرك وموجهة عيناها الى اكواب الشاى الفارغة فسألتها فى سخرية
-مروة: دى بقي اللى اسمها اليوجا؟
ردت بصوت مختنق
-منى: مش عارفه .. قلبي مقبوض قوى
-مروة: ايه يبنتي فى ايه مالك؟
-منى: مش عارفه تعالى ننزل نتمشي ع البحر شوية
بعد وصولنا للبحر كانت قد هدأت منى وعادت لحالتها الطبيعية وبالرغم من ذلك اكملنا السير فى صمت حتى لفت انتباهنا ازدحام عند الشاطيء وسمعنا اصواتا تنادى "اسعاف .. اسعاف" فتأكدنا انه غريق وبدون ان ندرك جرينا الى حيث الازدحام وشققنا الصفوف لكى نرى الغريق وصلت منى اولا ثم تبعتها وقبل ان انظر الى الغريق وجدتها على نفس الحالة التى كانت عليها فى البيت ولكن بشكل اسوأ فقد صار لونها اكثر شحوبا فنظرت الى الغريق ولم استطع تمالك نفسي, ساد السكون من حولى ولم يقطعه سوى صوت منى تصرخ ...... احمـ اااااااااااااااااااااااد
على غرار الوضع فى كل العائلات المصرية كان الوضع فى عائلتنا, حيث كانت العلاقة بين ابي واعمامى على قدر كبير من التوتر الذي يحاولون جاهدين الا نلاحظ نحن الابناء شيئا عنه, وعلى خلاف ذلك كانت العلاقة بين ابي وعمى الاوسط "جلال" على افضل حال, وكان الانخراط بين الاسرتين على نحو ملفت لبقية اعمامى سيما فى فصل الصيف, حيث تنتقل الاسرتين من البيت العائلى بشارع المحطة بطنطا الى تلك الشقة التى تشارك فيها ابي وعمى بالعجمى بالاسكندرية لنقضي الصيف بها... الاسكندرية تلك المدينة التى احبها حبا جما ولكن ليس بقدر حب اخى "احمد" لها فقد شهدت مولد حبه الاول والاخير, كان ذلك صيف عام 2005 عندما اعترف "احمد" بعد عناء الى "منى" بحبه لها, فقد كان يمنعه دوما انها ابنة عمي "جلال" الذى كان بمثابة اب ثان لنا فكيف له ان يحب اخته؟!! ورغم حثي الدائم له على الافضاء بما بداخله لها, حتى انى كدت اخبره انها قد اعترفت لى بذلك, الا انه انتظر طويلا حتى يفعل ولكن فعل...
كان هذا الصيف اكثر تميزا لعدة اسباب منها ان احمد قد حصل على المجموع العالى فى الثانوية العامة الذى يؤهله لدخول كلية الطب ولم يكن هناك من هو اكثر فرحا بذلك من ابي الذي طالما حلم بان يصبح احمد طبيبا مثله ..
وبعد انتهاء الصيف وبدء العام الدراسي انشغل كل من "احمد" و"منى" بالدراسة وخاصة "منى" التى كانت فى المرحلة الاولى من الثانوية العامة وبالطبع كان من الصعب على كل منهما رؤية الاخر الا فى اوقات محدودة جدا وكانت فرصتهما الوحيدة هى فى الاجازة الصيفية حيث الاسكندرية والبحر عند المغربية ...
مرت سنتان على ذلك الصيف المميز حتى جاء الصيف الاكثر تميزا على الاطلاق صيف عام 2007 .. اذكر ذلك الحوار جيدا والذي دار بين احمد ومنى وروته هى لي لاحقا
-احمد: انا بحبك قوى يا منى
-منى: مش اكتر مني يا احمد وانت عارف
-احمد: انت مش شايفة ان احمد ومنى دى بقيت موضة قديمة قوى
-منى(تضحك): هى الاسامى فيها موضة هى كمان
-احمد: لا بس بتفكرني بعماد حمدى وشادية فى الفيلم
-منى: خلاص انا هاقولك يا عماد وانت قولى يا شادية
-احمد(يقهقه): اوك وانا موافق
-احمد: عاوزين نتكلم جد بقي
-منى: اوك يا حبيبي اتفضل
-احمد: انا مش عاجبني الوضع اللى احنا فيه ده
-منى: وضع ايه؟
-احمد: يا منى ....!!
-منى: احنا قلنا ايه؟ شادية وعماد
- احمد(يبتسم): ماشي يا شادية .. احنا طول الدراسة مش بنعرف نتكلم مع بعض وحتى دلوقتى كلهم معانا وقليل قوى لما بنعرف نقعد لوحدنا
-منى: يا احمد مانت عارف
-احمد: ايوة وعشان كده فكرت فى حل
-منى: ايه هو؟
-احمد: انا هاروح اخطبك من باباكي
-منى(فى اندهاش بالغ): بجد؟
-احمد: ايوة بجد
-منى: وتفتكر هما هايوافقو على حاجة زى دى دلوقتى
-احمد: مش عارف بس انا كمان مش قادر استحمل كده
-منى: خلاص نقولهم سوا وهما متجمعين .. نحرجهم يعني
-احمد: فكرة كويسة اوك وانا موافق
-منى: امتى؟
وفى هذه اللحظة تدخلت انا لاقاطع حديثهم
-الله الله .. انتو قاعدين هنا وانا عمالة ادور عليكم
-منى: مروة؟ انت ايه اللى جابك؟ .. قصدى انت جاية ليه؟ .. قصدى ....
-احمد(يقاطعها): ايه يا مروة فيه ايه؟
-مروة: يلا عشان نرجع البيت انتو استحليتو القعدة
-احمد: طيب مش لما الشمس تغيب
-مروة(تضحك فى سخرية): سلامة الشوف
-منى: معقول ماخدناش بالنا يا عماد؟
- احمد: عماد مين يا شادية يلا قومى
- مروة: ايه حكاية عماد وشادية دى
- احمد: لا دا حساب برسيم قديم ماتاخديش فى بالك
- مروة: والله طب يلا يا خويا
(صوت موبايل)
احمد(يرد): الو .. ايوة يبني ازيك عامل ايه .. انت فى اسكندرية؟ ... فين بالظبط؟ ... اوك هاجيلك ع الساعة عشرة ... سلام يا مان
منى: هو مين ده اللى هاتروح له الساعة عشرة؟
احمد: دا واحد صاحبي من الكلية
منى: وهاتسيبنا وتروحله
احمد: ماينفعش يا حبيبتي لازم اروحله ضرورى
منى: يا سلام
مروة(تتدخل): خلاص يا منى ماتكبريهاش كلها يومين و صاحبه ده يمشي
وبعد مرور عدة ايام مضاها احمد مع اصدقائه كان هذا الحوار له مع منى
-احمد: ممكن اعرف انت زعلانه ليه؟
-منى: لا خالص مافيش حاجة تزعل
-احمد:يا حبيبتي والله غصب عني و ع العموم هما ماشيين النهاردة هاروح معاهم البحر وبس وهما هايخرجو بليل ويمشو الصبح
-منى: خلاص هاستناك بعد المغرب علشان نقولهم هنا زى ماتفقنا
-احمد: اوك انا كمان مش هاتاخر هاتلكك واقولهم انى تعبت من الميه وارجع بدري
-منى: لما نشوف
-احمد: خلاص بقي يا شادية افرديها بقي
-منى(تبتسم): بحبك
-احمد: بموت فيكي
ااثناء هذا الحوار كنت على وشك الاستيقاظ من النوم وبعد ان افقت خرجت الى الصالة حيث رأيت احمد خارجا ومنى تندفع اليّ وتقول فى سعادة بالغة
-منى: تعالى معايا هاقولك على خبر حلو
جرتني بقوة خلفها الى "البلكونة" وبعد انا هدأت من فرط انفعالها قالت
-منى: احمد هايخطبني النهاردة من بابا
-مروة(فى اندهاش): والله العظيم؟
-منى: ايوة يا بنتي .. انا هاهزر معاكى فى حاجة زى دى؟
-مروة(وهى تحتضنها): مبروك يا حبيبتي الف مبروك
-منى: الله يبارك فيكي ... هاتبقي حماتى يلا ماهى بقيت فوضي
-مروة(وهى توكزها): اخرسي يابت حماتك ايه انا لسه فى عز شبابي
-منى: هو راح مع اصحابه البحر واول ما يرجع هانقولهم
-مروة: وهما هايوافقو كده بسهولة
-منى: لما هايشوفونا بنقولهم واحنا مع بعض مش هايقدرو يرفضوا
-مروة: عقبالي يا رب عقبالى .. انا هاروح اعمل اتنين شاي وبعدين نكمل كلامنا
وبعد مرور ساعة من الكلام المتواصل توقفنا عن الكلام لبرهة فنظرت الى منى وجدتها متجمدة فى مكانها لا تتحرك وموجهة عيناها الى اكواب الشاى الفارغة فسألتها فى سخرية
-مروة: دى بقي اللى اسمها اليوجا؟
ردت بصوت مختنق
-منى: مش عارفه .. قلبي مقبوض قوى
-مروة: ايه يبنتي فى ايه مالك؟
-منى: مش عارفه تعالى ننزل نتمشي ع البحر شوية
بعد وصولنا للبحر كانت قد هدأت منى وعادت لحالتها الطبيعية وبالرغم من ذلك اكملنا السير فى صمت حتى لفت انتباهنا ازدحام عند الشاطيء وسمعنا اصواتا تنادى "اسعاف .. اسعاف" فتأكدنا انه غريق وبدون ان ندرك جرينا الى حيث الازدحام وشققنا الصفوف لكى نرى الغريق وصلت منى اولا ثم تبعتها وقبل ان انظر الى الغريق وجدتها على نفس الحالة التى كانت عليها فى البيت ولكن بشكل اسوأ فقد صار لونها اكثر شحوبا فنظرت الى الغريق ولم استطع تمالك نفسي, ساد السكون من حولى ولم يقطعه سوى صوت منى تصرخ ...... احمـ اااااااااااااااااااااااد