سعدية
قصة قصيرة كتبها / د.نبيل فاروق
:flower:
"حر الجبال ولا بردها.. "
عبارة سمعتها لاول مرة فى قلب صعيد مصر , وانا اقضى فترة التكليف الاجبارية هناك فى اوائل ثمانينات القرن العشرين .
سمعتها وانا اكاد اذوب من فرط حرارة الجو فى منتصف يوليو ..
وفى سخرية واجهت قائلها :
اى برد هذا.. منذ جئت الى هنا , لم اشعر بلمحة واحدة من البرد فالحرارة تكاد تبلغ الاربعين فى منتصف الليل ناهيك عن النهار .
تطلع الىّ الشيخ (ابراهيم) صاحب قطعة الارض التى اقيمت عليها الوحدة الصحية وكأنه لا يفهم ما اقوله , ثم قال فى حماس :
- انتظر حتى يأتى الشتاء , وستنعكس الصورة تماما.
لم استطع تصديق هذا ابدا , فى مناخ تحديت احد اصدقائي بشأنه يوما فقمت بقلى بيضه طازجة على سور الوحدة الصحية بحرارة الشمس وحدها فى منتصف نهاره..
ثم جاء الشتاء
ووجدت نفسي ارتجف
وارتجف
وارتجف
درجات الحرارة انخفضت إلى حد رهيب حتى كادت اناملى تتجمد فى قلب الليل , ولم اعد استطيع النهوض من تحت الغطاء إلا لأسباب بالغة الاهمية او لحالات حرجة للغاية ...
وفى ذلك المناخ الرهيب قابلتها ..
(سعدية)..
امرأة من فئة يقال لها (الحلبة) تنتمى على الارجح الى قبائل الغجر , وتقوم مع قريناتها بخدمة أثرياء القرية , والقيام بأعمالهم الوضيعة وعلى رأسها حلب الارقار فى ساعات الفجر الاولى وربما من هنا جاء تسمية (الحلبة)..
كانت عقارب الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ببضع دقائق , عندما سمعت دقات على باب سكنى الخاص فى الوحدة الصحية
وعلى عكس ما اعتدته , كانت الدقات رقيقة هادئة , تحمل لمحة من خجل خاص , يمكنني إدراكه بحكم خبرتى ...
وعلى الرغم من انها كانت ليلة بالغة البرودة لم اشعر بأدنى لمحة من البرد _على عكس المعتاد_ وأنا اخرج من تحت الغطاء وأقترب من الباب متسائلا فى همس , ربما ارتبط برقة الدقات
- من بالباب؟
أتانى صوتها , اشبه بغناء رخيم عذب , وهى تنطق اسمها:
- (سعدية)
لم اكن قد سمعت الاسم من قبل قط منذ بدأت العمل فى الصعيد , ولكننى لم اكد اسمعها تنطقه بهذه بتلك الرقة حتى انتابني فضول شديد لرؤيتها , فأسرعت افتح الباب وأتطلع اليها فى لهفة تحت ضوء القمر ... ويالجمال ما رأيت !!
كانت فاتنة بكل ماتحمل الكلمة من معان ...
سمراء , رقيقة , هادئة الملامح , لها شفتان مكتنزتان , وعينان سوداويان واسعتان , تعلوهما رموش من ابدع ما رأيت , وترتدى ذلك الزى البدوى المزركش , الذى يميّز فيه (الحلبة)..
لم أكن قد رأيتها من قبل قط , او لمحت مثل هذا الجمال او تصورت حتى امكانية وجوده هناك , مما جعلني أحدّق فيها بشدة , أصابتها بخجل واضح , فخفضت عينيها .
.....................البقية الرد القادم..................
AMR AZBAWY
قصة قصيرة كتبها / د.نبيل فاروق
:flower:
"حر الجبال ولا بردها.. "
عبارة سمعتها لاول مرة فى قلب صعيد مصر , وانا اقضى فترة التكليف الاجبارية هناك فى اوائل ثمانينات القرن العشرين .
سمعتها وانا اكاد اذوب من فرط حرارة الجو فى منتصف يوليو ..
وفى سخرية واجهت قائلها :
اى برد هذا.. منذ جئت الى هنا , لم اشعر بلمحة واحدة من البرد فالحرارة تكاد تبلغ الاربعين فى منتصف الليل ناهيك عن النهار .
تطلع الىّ الشيخ (ابراهيم) صاحب قطعة الارض التى اقيمت عليها الوحدة الصحية وكأنه لا يفهم ما اقوله , ثم قال فى حماس :
- انتظر حتى يأتى الشتاء , وستنعكس الصورة تماما.
لم استطع تصديق هذا ابدا , فى مناخ تحديت احد اصدقائي بشأنه يوما فقمت بقلى بيضه طازجة على سور الوحدة الصحية بحرارة الشمس وحدها فى منتصف نهاره..
ثم جاء الشتاء
ووجدت نفسي ارتجف
وارتجف
وارتجف
درجات الحرارة انخفضت إلى حد رهيب حتى كادت اناملى تتجمد فى قلب الليل , ولم اعد استطيع النهوض من تحت الغطاء إلا لأسباب بالغة الاهمية او لحالات حرجة للغاية ...
وفى ذلك المناخ الرهيب قابلتها ..
(سعدية)..
امرأة من فئة يقال لها (الحلبة) تنتمى على الارجح الى قبائل الغجر , وتقوم مع قريناتها بخدمة أثرياء القرية , والقيام بأعمالهم الوضيعة وعلى رأسها حلب الارقار فى ساعات الفجر الاولى وربما من هنا جاء تسمية (الحلبة)..
كانت عقارب الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ببضع دقائق , عندما سمعت دقات على باب سكنى الخاص فى الوحدة الصحية
وعلى عكس ما اعتدته , كانت الدقات رقيقة هادئة , تحمل لمحة من خجل خاص , يمكنني إدراكه بحكم خبرتى ...
وعلى الرغم من انها كانت ليلة بالغة البرودة لم اشعر بأدنى لمحة من البرد _على عكس المعتاد_ وأنا اخرج من تحت الغطاء وأقترب من الباب متسائلا فى همس , ربما ارتبط برقة الدقات
- من بالباب؟
أتانى صوتها , اشبه بغناء رخيم عذب , وهى تنطق اسمها:
- (سعدية)
لم اكن قد سمعت الاسم من قبل قط منذ بدأت العمل فى الصعيد , ولكننى لم اكد اسمعها تنطقه بهذه بتلك الرقة حتى انتابني فضول شديد لرؤيتها , فأسرعت افتح الباب وأتطلع اليها فى لهفة تحت ضوء القمر ... ويالجمال ما رأيت !!
كانت فاتنة بكل ماتحمل الكلمة من معان ...
سمراء , رقيقة , هادئة الملامح , لها شفتان مكتنزتان , وعينان سوداويان واسعتان , تعلوهما رموش من ابدع ما رأيت , وترتدى ذلك الزى البدوى المزركش , الذى يميّز فيه (الحلبة)..
لم أكن قد رأيتها من قبل قط , او لمحت مثل هذا الجمال او تصورت حتى امكانية وجوده هناك , مما جعلني أحدّق فيها بشدة , أصابتها بخجل واضح , فخفضت عينيها .
.....................البقية الرد القادم..................
AMR AZBAWY