أخذت لبه زهرة الحياة الدنيا ،وخطفت كيانه زخارفها ومفاتنها ،فأكب على جمع المال المغري من طريق
الحلال والحرام، فما يهمه هو السيادة والعلو في مجتمع سقيم اختلت موازينه ،فلا قيمة للمرء إلا بمقدار
ما يملك من أموال مكدسة في البنوك ،وسيارات فارهة خرجت لتوها من مصانع أمريكا وألمانيا وفرنسا،
وأراض شاسعة لا يكاد يحدها البصر.
نسي الله فأنساه نفسه ، غرق إلى الأذنين في أوساخ وأوحال الدنيا والأمل يحاذيه والطمع في حياة
سرمدية أبدية يستبد بقلبه الذي ران عليه غلاف الغفلة والشهوة والتسويف وطول الأجل.
يجري دونما توقف ،ويلهث مثل كلب ذليل باستمرار،والجوع والنهم قد تغلغلا إلى شغاف قلب طبع
بطابع الفقر والخصاص .
كان كعادته يحصي الأموال والضياع والأراضي التي يملك قيادها ،فأحس بدوار شديد أشد وطأة من
دوار البحر الهائج،فلم يتحمل وقعه وشدته فوقع على الأرض وقلبه يسابق دقات الساعة ،وتنفسه
يتلاحق في عسر وضيق، فقفزت إلى ذهنه أسئلة سوداء قاتمة:هل دنت ساعتي؟
أحان الموعد الذي تنتزع منه روحه انتزاعا دونما تمهل أورحمة؟
رباه أمهلني للغد أعمل صالحا وأعوض ما فاتني في سالف الأيام ، رباه أخرني لأيام معدودات حتى
أركع لوجهك الكريم ولو ركعات ،وأصوم ولو يوما واحدا أكفر به عن ذنوبي وسيئاتي التي بلغت
عنان السماء ، فغدت من كثرتها مثل زبد البحر المائج الهائج.
رباه سأتصدق بكل أموالي طاعة ومرضاة لك ،فطالما حرمت المساكين والمتربين زكاة المال خشية
الفقر والإملاق وذهاب الجاه والسلطان، وطالما صممت آذاني عن سماع تأوهات الأرامل واليتامى
الذين يطوون أيامهم في البؤس والحرمان ، واجترار علقم وحرقة الجوع والضياع.
ظهرت تباشير الصباح الندي الجميل ، ودبت الحياة والحركة في الكون الفسيح من جديد ،وعادت
نسائم الصحة والنشاط إلى المنيب المفتون ، فنسي مقالته التي تبخرت مثل أمان كاذبة ، فمحى
النهار بريشة أنواره كلام الليل ، وعاد التعس الغافل إلى سابق عهده حرصا وجمعا وغفلة
وافتتانا بزهرة حياة مسكرة للألباب والنفوس حتى اخترمه الموت اختراما على حين غرة
وهو سادر في غيه وجمعه وتطلعه لحياة طويلة عريضة لا تكاد تنتهي.
الحلال والحرام، فما يهمه هو السيادة والعلو في مجتمع سقيم اختلت موازينه ،فلا قيمة للمرء إلا بمقدار
ما يملك من أموال مكدسة في البنوك ،وسيارات فارهة خرجت لتوها من مصانع أمريكا وألمانيا وفرنسا،
وأراض شاسعة لا يكاد يحدها البصر.
نسي الله فأنساه نفسه ، غرق إلى الأذنين في أوساخ وأوحال الدنيا والأمل يحاذيه والطمع في حياة
سرمدية أبدية يستبد بقلبه الذي ران عليه غلاف الغفلة والشهوة والتسويف وطول الأجل.
يجري دونما توقف ،ويلهث مثل كلب ذليل باستمرار،والجوع والنهم قد تغلغلا إلى شغاف قلب طبع
بطابع الفقر والخصاص .
كان كعادته يحصي الأموال والضياع والأراضي التي يملك قيادها ،فأحس بدوار شديد أشد وطأة من
دوار البحر الهائج،فلم يتحمل وقعه وشدته فوقع على الأرض وقلبه يسابق دقات الساعة ،وتنفسه
يتلاحق في عسر وضيق، فقفزت إلى ذهنه أسئلة سوداء قاتمة:هل دنت ساعتي؟
أحان الموعد الذي تنتزع منه روحه انتزاعا دونما تمهل أورحمة؟
رباه أمهلني للغد أعمل صالحا وأعوض ما فاتني في سالف الأيام ، رباه أخرني لأيام معدودات حتى
أركع لوجهك الكريم ولو ركعات ،وأصوم ولو يوما واحدا أكفر به عن ذنوبي وسيئاتي التي بلغت
عنان السماء ، فغدت من كثرتها مثل زبد البحر المائج الهائج.
رباه سأتصدق بكل أموالي طاعة ومرضاة لك ،فطالما حرمت المساكين والمتربين زكاة المال خشية
الفقر والإملاق وذهاب الجاه والسلطان، وطالما صممت آذاني عن سماع تأوهات الأرامل واليتامى
الذين يطوون أيامهم في البؤس والحرمان ، واجترار علقم وحرقة الجوع والضياع.
ظهرت تباشير الصباح الندي الجميل ، ودبت الحياة والحركة في الكون الفسيح من جديد ،وعادت
نسائم الصحة والنشاط إلى المنيب المفتون ، فنسي مقالته التي تبخرت مثل أمان كاذبة ، فمحى
النهار بريشة أنواره كلام الليل ، وعاد التعس الغافل إلى سابق عهده حرصا وجمعا وغفلة
وافتتانا بزهرة حياة مسكرة للألباب والنفوس حتى اخترمه الموت اختراما على حين غرة
وهو سادر في غيه وجمعه وتطلعه لحياة طويلة عريضة لا تكاد تنتهي.